لا تُحمّلوا الأردن فوق طاقته… صوت من الوطن إلى المشككين
الرؤيا الإخبارية:-
بقلم: العقيد المتقاعد أنور المحارمة
رئيس ملتقى متقاعدي جنوب شرق عمّان العسكريين – سحاب
في الوقت الذي يئن فيه العالم من ويلات الحروب، وينهك فيه شعب غزة تحت القصف والدمار، نجد بعض الأصوات – وللأسف – لا تتورع عن جلد الذات، والطعن في مواقف الأردن، والتشكيك في نواياه ومساهماته، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي. وهنا لا بد من وقفة حق، يفرضها الضمير والمسؤولية الوطنية.
الأردن، هذا البلد الصغير بإمكانياته، الكبير بمواقفه، لم يتخلَّ يومًا عن فلسطين، ولم يدخر جهدًا في دعم أهلنا في غزة، سياسيًا ودبلوماسيًا وشعبيًا.
جلالة الملك عبد الله الثاني لم يترك محفلًا دوليًا إلا ورفع فيه الصوت عاليًا لنصرة القضية الفلسطينية، مبرزًا الحقيقة أمام العالم.
وزارة الخارجية الأردنية بدورها، بقيادة الوزير النشيط، مارست ضغطًا دبلوماسيًا متواصلاً لتأمين الدعم وإيصال صوت الحق.
أما الشعب الأردني، القابض على الجمر، فلم يتوانَ عن تقديم ما تيسر من مساعدات – غذاء، دواء، وماء – رغم ضيق ذات اليد، لينطبق عليه قوله تعالى:
“ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة”.
ويكفي فخرًا أن الجيش العربي الأردني أرسل المستشفيات الميدانية وكوادره الطبية إلى قلب غزة، تعمل على مدار الساعة، تمسح الألم وتداوي الجراح، وتوزع المعونات في خضم المعركة، بل وشاركت العائلة الهاشمية بشخص جلالة الملك بعمليات إنزال المساعدات من الجو، موقفٌ لا يُنسى ولا يُزيف.
ومع ذلك، يخرج المشككون ليتحدثوا عن “تنسيق أمني”!
نقول: نعم، هناك تنسيق لحماية أرواح من ينفذون المهمة ولضمان نجاحها، وهذا لا يُنقص من القيمة الأخلاقية والإنسانية للجهد الأردني، بل يزيده احترامًا وتنظيمًا.
أما الحديث عن أن الأردن يتلقى أموالاً مقابل استضافة اللاجئين، فهو جهل مركب. ما يُقدم لا يُغطي حتى النزر اليسير من كلفة اللجوء على البنية التحتية، والموارد، والخدمات، ناهيك عن الأعباء الأمنية التي لا تُقدر بثمن.
إلى هؤلاء الذين يختبئون خلف الشاشات، ويطلقون مصطلحات رخيصة كـ “سحيج” و”منافق”، نقول:
أنتم لا تملكون من الوطن إلا الأذى، أما نحن، فنملك الفخر والانتماء. نملك أرضًا نحميها، وقيادة نعتز بها، وجيشًا نفتخر بأننا خدمناه لأكثر من ربع قرن، وسنظل نذود عن هذا الحمى بالأرواح لا بالأقوال.
الأردن ليس للأردنيين فقط، بل هو سند لكل العرب، وملاذٌ لكل طالب أمن وكرامة.
ومن وطأ ترابه واحترمه، كان له فيه ما لنا، وعليه ما علينا.
ومن جحد فضله، فذلك شأنه، لكننا سنبقى نردد:
الأردن أولاً… وفوق كل أولاً
بعد غياب 25 عاماً… جمعتنا الصدفة
Facebook Twitter Pinterest LinkedIn الرؤيا الإخبارية:- خمسة وعشرون عاماً مرّت، تناثرت فيها…