الدكتورة روزلين العبادي…………….. البطالة و الصحة النفسية

الرؤيا الاخبارية-

تشكل البطالة في مختلف دول العالم المشكلة الأولى ، حيث ما يقارب مليار عاطل عن العمل في الدول الفقيرة ، كما ينضم ثلاث ملايين شخص سنويًا إلى طابور البطالة في دول الشرق الأوسط خاصةً.
تعددت آراء الباحثين و المهتمين بظاهرة البطالة حول أسبابها من حيث الدولة و تمركز العمل في مدن معينة ، وانخفاض الأجور، و خلق فرص العمل و الإستثمار ، كما تتداخل معها عوامل الهجرة بكافة أشكالها ، و ظهور التقلبات في الوضع الإقتصادي المحلي داخل الدولة، و ما يترتب عليه من تبعات كعدد الوظائف المُتاحة و تناسبها مع أعداد الأفراد، و سن العمل ، و المؤهلات الوظيفية المطلوبة لكل منها.
يُتميز المجتمع الأردني بكثرة الإنجاب ووجود الأسر الممتدة، و قلة مشاركة المرأة الأردنية في النشاطات الإقتصادية خار المنزل ، كما أن وجود أحجام كبيرة من حملة شهادة الثانوية العامة ، و اختلاف التخصصات الجامعية و عدم تناسبها مع سوق العمل ، و كثرة المؤهلات العلمية يُعجز سوق العمل الأردني عن استيعاب هذه الأعداد من الشباب.
لذا تعددت الآثار المترتبة على هذه الظاهرة فمنها ما هو سياسي و مجتمعي و نفسي ، والتي تبدأ من إضعاف عامل الولاء و الإنتماء للدولة ، و تراجع حالات التأييد للقرارات المُعلنة منها، كما أن مشكلة البطالة تدفع هذه الفئة إلى حمل العقائد و الأفكار الهدامة و المُضرة على النسق الإجتماعي ، و تشكل عاملًا قويًا للفرد نحو الإنحراف و ارتكاب الجرائم، بدافع الحصول على المال الكافي ، وهي ذات علاقة وطيدة مع هجرة الكفاءات العلمية إلى خارج البلاد بهدف تأمين مستويات مناسبة للعيش.
أما عن الآثار النفسية فتتمثل في ظهور حالة الإكتئاب لدى هذه الشريحة من المجتمع مقابل الملتزمين بأعمال ثابتة ، و تتفاقم الحالة مما يؤول به نحو الوحدة و الإنعزال، و اللجوء إلى وسائل بديلة تعينه على التعايش و التكيف مع الواقع كتعاطي المخدرات وصولًا إلى الإنتحار ، كما تشتمل هذه الآثار على تدني مفهوم الذات ، و تثبيط احساس الفرد بالمسؤولية و عدم القدرة على تحقيق الذات و الشعور بحالة من العجز و الضجر و عدم الرضا ، و انخفاض مستوى التوافق النفسي و الشخصي و المجتمعي .
من هُنا و بدوري كإستشارية نفسية أنصح بإشغال الوقت بالأنشطة المفيدة و إحاطة نفسك بالأشخاص الإيجابيين الداعمين و إيجاد البدائل بالرغم من قلتها ، و التفكير بطريقة أكثر إيجابية و السعي و الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله سبحانه و تعالى .