تقنيات أسترالية وأيادٍ أردنية تُحدث ثورة زراعية في الجنوب
الرؤيا – اطّلع وزير المياه والري المهندس رائد أبو السعود، يرافقه أمين عام سلطة وادي الأردن المهندس هشام الحيصة، ومدير عام شركة مياه العقبة المهندس وائل الدويري، وعدد من مسؤولي قطاع المياه، خلال جولة نهاية الأسبوع الماضي، شملت عددًا من مواقع الحصاد المائي في البادية الجنوبية والجنوبية الشرقية وتجارب الزراعة الحديثة، على التقنيات الحديثة للري والموفرة للمياه بنسبة كبيرة، خاصة في جنوب المملكة، بهدف الاطلاع عن كثب على نتائج التجارب البحثية التي قامت بها سلطة وادي الأردن بالشراكة مع القطاع الخاص الزراعي الأردني، وبالشراكة مع الجانب الأسترالي.
واطّلع الوزير في بداية الجولة على عدد من الحفائر التي حصدت كميات كبيرة من المياه في مناطق الأبيض / محافظة الكرك، حيث بلغت كميات المياه التي خزنتها حفيرة الأبيض نحو 2.5 مليون متر مكعب، داعيًا المواطنين في جميع مناطق المملكة إلى أخذ الحيطة والحذر، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، وعدم الاقتراب من هذه المواقع المائية الخطرة، وعدم الاستهانة بهذه التحذيرات، خصوصًا مع انخفاض مناسيب بعض الحفائر الصحراوية والسدود، كون تربتها طينية وتشكل خطورة بالغة على سلامتهم.
وجال الوزير ومرافقوه على عدد من المزارع الريادية في مناطق حوض الديسي ورم، واستخدامها في العقبة للزراعة داخل المنشآت السياحية، واستمع من المعنيين إلى نتائج البحوث والتجارب التي أجرتها سلطة وادي الأردن من خلال خبرات أسترالية على خفض كميات مياه الري في الزراعات المختلفة، حيث استمع إلى شرح مفصل من الخبراء في المواقع المختلفة عن التجارب التي أُجريت على الزراعات المختلفة من قبل مديرة المزرعة سجال المجالي، وخاصة (الهيموسويل)، باستخدام الري بطرق مبتكرة محلية، وما تحتويه من تقنيات حديثة في الري والزراعة، وتحسين نوعية التربة، وتقليل نسبة ملوحة التربة، وخفض كميات مياه الري، ورفع كفاءة إنتاجية المتر المكعب من المياه، ومشاهدة أفضل الوسائل لمكافحة الجفاف والحد من التبخر، ومكافحة آثار التغير المناخي، وتوفير الوقت والجهد، والحصول على منتوجات زراعية وطنية مميزة، ويساهم في الحد من الآفات والحشرات الزراعية والمنزلية.
وتُعد هذه التجربة، التي بدأت بتنفيذها سلطة وادي الأردن منذ نحو عام في ثلاثة مواقع في منطقة رم والضليل ووادي الأردن، وتقوم على اعتماد تقنيات حديثة لتخمير المواد العضوية الحيوانية سواء أكانت نباتية أم حيوانية، من أفضل التجارب المتقدمة التي تُطبق في الزراعات الحديثة المتقدمة، حيث تعمل على الحد من الآثار السلبية على البيئة، وتحد من الحشرات والآفات المختلفة، وتقوم على تخمير السماد العضوي لمدة 6 شهور بطرق محافظة على البيئة وبسيطة الكلفة بعد خلطها بمواد عضوية، مما يمنع ارتفاع درجات الحرارة داخل بيئة التخمير، ويحافظ على العناصر الغذائية المفيدة والمواد العضوية من خلال إضافة مجموعة من الكائنات الحية المختصة، وإيجاد بيئة متوازنة بكتيرية حيوية داخل التربة، وتمنع استيطان الأمراض النباتية والممرضات تحت شرحات بلاستيكية، إضافة إلى عدم توفير بيئة لتكاثر الذباب ومنع نموه والحشرات المختلفة.
وأشاد الوزير خلال الجولة بالجهود المبذولة بالشراكة مع القطاع الزراعي الخاص الأردني في سبيل تطوير الزراعة المستدامة الموفرة للمياه، حيث شهد مع الجميع عن كثب نتائج هذه الزراعات المختلفة، خاصة زراعة القمح المطورة التي تُعد من الزراعات المتقدمة، حيث تم استخدام المواد العضوية المخمرة التي تُحسّن من نوعية التربة بشكل كبير وواضح، مع بذور القمح التي تم حصادها عدة مرات دون حراثة الأرض أو نثر بذور أخرى، وكذلك الغزارة في الإنتاج، حيث إن كل حبة تنتج عدة سنابل غزيرة الإنتاج، إضافة إلى استهلاكها بما لا يتجاوز 30% فقط من كمية مياه الري المستخدمة في المحاصيل العادية، وكذلك في زراعة الخضروات والفواكه المختلفة، والنتائج المبهرة المتحققة، حيث أشاد الجميع خلال الزيارة على مختلف المزروعات والتقنيات الحديثة بالتجارب البحثية التي تم تطبيقها وتطويرها بخبرات أردنية محلية للاستفادة من كفاءة الري وتقليل كميات الري إلى نسب كبيرة، والحصول على إنتاج عالٍ.
وأكد الوزير على ضرورة البناء على نتائج هذه التجارب الحديثة ونجاحها في سبيل تحقيق التنمية الزراعية الوطنية المستدامة، واستخدام كميات مياه ري لا تزيد عن 30% من الكميات المستخدمة في المحاصيل المشابهة التي لا تستخدم السماد العضوي المنتج، وتعميمها خاصة على الزراعات الوطنية الأردنية، في سبيل تحقيق أهداف وخطط قطاع المياه الاستراتيجية في خفض كميات المياه ورفع الإنتاج الزراعي بمواصفات متميزة.
وأوضح أمين عام سلطة وادي الأردن أن السلطة تقوم بالتنسيق الكامل والمتابعة مع المزارعين، بالتعاون مع وزارة الزراعة، للتأكد من تحقيق الاستفادة القصوى من كل قطرة مياه، خاصة وأن الأردن يواجه تحديات مائية تتمثل بنقص كميات المياه المتاحة، وأهمية اختيار المزروعات المناسبة للبيئة المحلية بما يُحسن من الأداء الزراعي ويحافظ على البيئة، منوهًا إلى أنه يجري حاليًا التنسيق مع سلطة المياه للإفادة من المخلفات الحيوانية والناتجة عن معالجة المياه لإجراء وتقييم التجارب في سبيل الاستفادة منها في زراعات الأعلاف وغيرها.
مقطع متداول | مواطن من الكرك يقول إنهم عثروا على آثار قدمين لدب
الرؤيا – مقطع متداول | مواطن من الكرك يقول إنهم عثروا على آثار قدمين لدب ويؤكد رؤيته…